فأيّ وجهٍ يتصوّر لاعتماد ابن حجر المكي على قول مثل هذا الرجل الفاسد ، إلاّ التعصّب للباطل؟!
لكن هذا القول السّاقط لا يختص بهذا المتكلّم الفاسد ، فقد تفوّه به غيره من متكلّميهم :
قال عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي صاحب ( المواقف ) في الجواب عن الإستدلال به : « الجواب : منع صحّة الحديث ... » (١).
وقال شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الإصفهاني بعد ذكر بعض الأدلة : « والجواب عن الثاني : إنه لا يصحّ الإستدلال به من جهة السند ، ولو سلّم صحة سنده قطعاً ، لكن لا نسلّم أنّ قوله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، كلّ منزلة كانت لهارون من موسى » (٢).
وقال أيضاً : « إنّه لا يصح الإستدلال به من جهة السند كما تقدم في الخبر المتقدم. ولئن سلّم صحة سنده قطعاً ، لكن لا نسلّم أن قوله : أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، يعمّ كلّ منزلة كانت لهارون من موسى » (٣).
__________________
(١) المواقف في علم الكلام : ٤٠٦.
(٢) شرح الطوالع ـ مخطوط.
(٣) شرح التجريد ـ مخطوط.