(١)
رواية محمّد بن إسحاق
أما رواية محمد بن إسحاق ، فقد ذكرها ابن هشام في ( سيرته ) التي هي تلخيص سيرة ابن إسحاق ، وهذه عبارته :
« قال ابن إسحاق : وضرب عبدالله بن أبي على حدة عسكره أسفل منه نحو ذباب ، وكان ـ فيما يزعمون ـ ليس بأقل العسكرين. فلمّا سار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تخلّف عنه عبدالله بن أبي فيمن تخلّف من المنافقين وأهل الريب.
وخلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب رضياللهعنه على أهله ، وأمره بالإقامة فيهم. فأرجف به المنافقون وقالوا : ما خلّفه إلاّ استثقالاً له وتخفّفاً منه. فلمّا قال ذلك المنافقون أخذ علي بن أبي طالب رضياللهعنه سلاحه ، ثم خرج حتى أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو نازل بالجرف فقال : يا نبيّ الله ، زعم المنافقون أنك إنما خلّفتني أنك استثقلتني وتخفّفت منّي. فقال :
كذبوا ، ولكنّي خلّفتك لما تركت ورائي ، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي؟
فرجع علي إلى المدينة ، ومضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على سفره.
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، عن إبراهيم ابن سعد بن أبي وقاص عن أبيه سعد ، أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم