روى المولوي محمد مبين (١) عن السيوطي قال :
« قال ابن النجار في تاريخه معنعناً عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص قال : لما قدمت من غزوة السلاسل ـ وكنت أظن أنّه ليس أحد أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّي ـ قلت : يا رسول الله ، أيّ الناس أحب إليك؟ قال : عائشة. قلت : إني أسألك عن الرّجال. قال : فإذن أبوها. قلت : يا رسول الله فأين علي؟ فالتفت إلى أصحابه فقال : إن هذا يسألنى عن النفس. وفي روايةٍ : قال فتى من الأنصار : فما بال علي؟ فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم : هل رأيت أنّ أحداً يسئل عن نفسه؟!
وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد من طريقه : قالت فاطمة ، يا رسول الله لم تقل في علي شيئاً؟ قال : علي نفسي فمن رأيتيه يقول في نفسه! ».
ثم قال المولوي المذكور : « فكلّ صفةٍ اتّصف النبي بها فإنّ علي المرتضى متصف بها ، سوى النبوّة الخاصّة المختصة بالرسول كما قال في حديث آخر : لا نبي بعدي » (٢).
قال السيد شهاب الدين أحمد : « ولا يخفى أن مولانا أمير المؤمنين قد شابه النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبارك وسلّم في كثيرٍ بل في أكثر الخصال الرضيّة
__________________
(١) هو : المولوي محمد مبين اللكهنوي ، الشيخ الفاضل الكبير ، أحد الفقهاء الحنفية ، المتوفى سنة ١٢٢٥. كذا في نزهة الخواطر ٧ / ٤٠٣.
(٢) وسيلة النجاة في مناقب السادات : ٦٩ ، وهو في كنز العمال ١٣ / ١٤٢ ضمه ح ٣٦٤٤٦ عن ابن النجّار.