الواحد ... قال الشهاب الدولت آبادي : « في المضمرات في كتاب الشهادات : ومن أنكر الخبر الواحد والقياس وقال إنه ليس بحجة فإنه يصير كافراً. ولو قال : هذا الخبر غير صحيح وهذا القياس غير ثابت لا يصير كافراً ولكن يصير فاسقاً » (١).
إن العمدة في الخلافة البكريّة وأصل دليلها عند أهل السنّة هو خبر واحد ، أعني حديث « الأئمة من قريش » الذي رواه أبو بكر نفسه وتفرّد به حسبما صرّح به أئمّتهم (٢) ... فالإلتزام بعدم جواز الاستدلال بخبر الواحد في مسألة الخلافة يستلزم قلع أساس الخلافة البكريّة ...
* قال الفخر الرازي في المسألة الثامنة من الأصل العشرين ، من كتابه ( نهاية العقول ) ـ : « قوله : الأنصار طلبوا الإمامة مع علمهم بقوله عليهالسلام : الأئمة من قريش.
قلنا : هذا الحديث من باب الآحاد. ثم إنه ضعيف الدلالة على منع غير القرشي من الإمامة ، لأنّ وجه التعلّق به إمّا من حيث أن تعليق الحكم بالإسم يقتضي نفيه عن غيره ، أو لأن الألف واللام يقتضيان الإستغراق. والأول باطل ، والثاني مختلف فيه. فكيف يساوي ذلك ما يدّعونه من النصّ المتواتر الذي لا يحتمل التأويل؟
وأيضا : فلأن الحديث مع ضعفه في الأصل والدلالة لمّا احتجّوا به على الأنصار تركوا طلب الإمامة ، فكيف يعتقد بهم عدم قبول النصّ الجلي المتواتر؟ ».
__________________
(١) هداية السعداء ـ الجلوة الرابعة من الهداية السابعة ـ مخلوط.
(٢) ذكر علماء أهل السنّة تفرّد أبي بكر بحديثين عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أحدهما : إنا معاشر الأنبياء لا نورّث ما تركناه صدقة. والآخر : الأئمة من قريش ، وستعلم بذلك في النصوص الآتية.