وكانوا قريبي العهد بعبادة الأصنام ـ يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. قال : إنكم قوم تجهلون. فقال لهم : إنّ هؤلاء متبّر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون. ثم قال : أغير الله أبغيكم إلهاً وهو فضّلكم على العالمين. فاستغفروا الله ممّا قلتم. فسار القوم وفي قلوبهم حبّ الأصنام ، حتى قرب من الطّور ، فاستخلف أخاه هارون على قومه » (١).
* ابن الأثير : « فلمّا أهلك الله فرعون وأنجى بني إسرائيل ، قالوا : يا موسى ائتنا بالكتاب الذي وعدتنا ، فسأل موسى ربّه ذلك ، فأمره أنْ يصوم ثلاثين يوماً ويتطهّر ويطهّر ثيابه ، ويأتي إلى الجبل جبل طور سيناء ليكلّمه ويعطيه الكتاب ، فصام ثلاثين يوماً أوّلها أول ذي القعدة ، وسار إلى الجبل ، واستخلف أخاه هارون على بنى إسرائيل » (٢).
* العيني : « النوع الحادي والثلاثون في قصة السّامري : قال تعالى : ( وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ ) الآية. قالوا : لمّا ذهب موسى عليهالسلام إلى الجبل لميقات ربّه استخلف على قومه أخاه هارون عليهالسلام » (٣).
وعلماء الكلام أيضاً يصرّحون باستخلاف موسى هارون :
* الديار بكري : « وخلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب على أهله ، وأمره بالإقامة فيهم ، فأرجف به المنافقون وقالوا : ما خلّفه إلاّ استثقالاً لَهُ وتخضيفاً منه ، فلمّا قالوا ذلك أخذ علي سلاحه ثم خرج ، حتى أتى رسول الله
__________________
(١) قصص الانبياء ـ مخطوط.
(٢) الكامل في التاريخ ١ / ١٨٩.
(٣) عقد الجمان في تاريخ اهل الزمان ، فصل قصة موسى ، النوع الحادي والثلاثون.