السلام ، ثبت دلالته على الأفضلية ، وبذلك يسقط تقوّلات ابن تيمية والأعور وأمثالهما في هذا الباب.
أمّا نفي الدلالة على الخلافة بسبب وفاة هارون في زمن حياة موسى ، فسيأتي الجواب عنه بأبلغ الوجوه ، إن شاء الله تعالى.
واعترف بذلك أيضاً ابن أخ ( الدهلوي ) : المولوي محمد إسماعيل الذي فاق عمه وأسلافه في التعصّب والتصلّب المقيت ... وهذه عبارته معرّبةً :
« واعلم أيضاً : أن لبعض الكاملين مشابهةً مع أنبياء الله في أحد الكمالات ، ولبعضهم في كمالين ، ولبعضهم في ثلاثة ، ومنهم من يشابههم في جميع الكمالات ... فللإمامة ـ إذاً ـ مراتب مختلفة ، وبعضها أكمل من بعض ... هذا بيان حقيقة مطلق الإمامة ... وعلى هذا ، كان إمامة من يشابه الأنبياء في جميع الكمالات أكمل من إمامة سائر الكاملين ، فلا يبقى والحال هذه لا محالة امتياز لهذا الإمام الأكمل عن الأنبياء إلاّبنفس مرتبة النبوة ... وحينئذٍ جاز أنْ يقال : إنه لو كان نبي بعد خاتم النبيّين لكان شخص أكمل الكاملين ، ومن هنا ورد في الحديث : لو كان بعدي نبي لكان عمر (١). وجاز أن يقال بأنّه لا فرق بينه وبين النبي إلاّبمنصب النبوّة ، كما ورد عنه في حق علي رضياللهعنه : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي » (٢).
وبهذا التصريح تصير جميع التلفيقات الواردة في كتب أسلاف الرجل هباءً منثوراً.
__________________
(١) هذا حديث موضوع كما لا يخفى على من راجع قسم حديث أنا مدينة العلم ، من كتابنا.
(٢) منصب امامت ـ آخر الفصل الأول.