في الآخر عن إبراهيم بن سعد عن أبيه ...
فالإستدلال بالحديث العاري عن هذه الفقرة تام ، ولا وجه لإلزام الإمامية بقبول اللفظ الواجد لها ، كي يدّعى كون الجملة قرينة على العهد ، ويبطل بذلك عموم المنزلة ...
على أن هذه الجملة لا تصلح لأن تكون قرينةً على العهد ـ حتى لو كانت في جميع الألفاظ ـ ، كي تكون الخلافة خاصّة لا عامّة ، لبداهة كون الجملة استفهامية ، والإستفهام لا يستدعي الوقوع والتحقّق ، فيجوز أنّ الإمام عليهالسلام إنّما قال هذا الكلام طلباً لظهور بطلان زعم المنافقين وإثبات كذب المرجفين ... على لسان النبيّ الأمين وخاتم النبيّين صلىاللهعليهوآلهوسلم ... فقال له : أتخلفني في النساء والصبيان؟ فأجابه صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : ... أنت مني بمنزلة هارون من موسى ...
وهذا الجواب من النبي ـ بقطع النظر عن إثباته سائر المنازل ـ يثبت منزلة الخلافة الهارونية لمولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ... وبه اعترف ( الدهلوي ) أيضاً كما يدل عليه قوله : « أي كما أنّ هارون كان خليفة موسى عند توجّهه إلى الطور ، كذلك الأمير كان خليفة الرسول عند توجّهه إلى غزوة تبوك ».
ولما كان من المعلوم أنّ خلافة هارون لم تكن في الأهل والعيال فقط ، كذلك حال خلافة أمير المؤمنين عليهالسلام ... فهو يقول له : إني ما استخلفتك في الأهل والعيال فحسب ، ولم أتركك في المدينة استثقالاً ـ كما زعم المنافقون ـ بل أنت مني بمنزلة هارون ، ومن منازله كونه خليفة عن موسى على جميع المتخلّفين.