ـ وفي يده عسيب رطب ـ فقال : ترقدون في المسجد!! قد أجفلنا وأجفل علي معنا. فقال النبي عليهالسلام : تعال يا علي ، إنّه يحل لك في المسجد ما يحلّ لي ، ألا ترضى أنْ تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوة!!
والذي نفسي بيده إنك لذائد عن حوضي يوم القيامة ، تذود عنه رجالاً كما يذاد البعير الضال عن الماء ، بعصاً لك من عوسج ، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي » (١).
ورواه ابن عساكر بإسناده عن حزام بن عثمان ... باللفظ المذكور ... (٢).
أقول :
ففي هذا الحديث الذي رواه أحمد والنسائي والخوارزمي وسبط ابن الجوزي وابن كثير « إلاّ النبوة » بدلاً عن « إلاّ أنّه لا نبي بعدي » وقد نصّ ابن كثير على صحّته ...
فظهر : أنّ المراد من « إلاّ أنه لا نبي بعدي » أينما ورد هو « إلاّ النبوة » ... فالإستثناء متّصل وليس بمنقطع ...
وتبيّن أنّ ( الدهلوي ) و ( الكابلي ) ومن ماثلهما بمعزلٍ عن الفحص والتحقيق والتتبّع في الكتب وطرق الأحاديث وألفاظها ... وأنّهم يتكلّمون حسبما تمليه عليهم هواجسهم النفسانية ، ودواعيهم الظلمانيّة ، وتعصّباتهم الشيطانية ، ضد أمير المؤمنين وفضائله ومناقبه!! ومع ذلك يدّعون جهل الإماميّة وقصورهم عن فهم حقائق الاحاديث النبوية ...!!
وظهر سقوط قول التفتازاني ومن تبعه من أنه « ليس الإستثناء المذكور
__________________
(١) المناقب للخوارزمي : ١٠٩ رقم ١١٦.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢ / ١٣٩.