أقول :
لا يضرّ هذا الكلام بمقصودنا ، على أنّ الخلافة ثابتة هنا بالقول وهو ( اخْلُفْنِي ) ولا ريب في ثبوتها به كما قال. ومن العجيب قوله بثبوت الخلافة بالقول ، وإنكاره للخلافة التي تقدّم فيها القول!!
وأيضاً : فمقتضى هذا الكلام ثبوت الخلافة لهارون عليهالسلام ـ بقطع النظر عن ( اخْلُفْنِي ) ـ لأنّه عليهالسلام قام مقام موسى عليهالسلام ، وفعل أفعاله مدّة غيبته ، فكان خليفةً له ... وبهذا أيضاً يسقط تأويله لقوله « اخلفني ».
وأيضاً : يتّضح بهذا الكلام بطلان ما زعمه ـ وتبعه عليه شاه ولي الله ، وولده ـ من منافاة الخلافة للنبوة ...
ثم قال الرازي :
« ثم إنْ سلّمنا أن موسى عليهالسلام استخلف هارون ، ولكن في كلّ الأزمنة أو بعضها؟ بيانه : إن قوله « اخلفني » أمر ، وهو لا يفيد التكرار بالإتفاق سيّما عند الإمامية الواقفية. وأيضاً : فالقرينة دالّة على أنّ ذلك الإستخلاف ما كان عامّاً لكل الأزمنة ، لأن العادة جارية فيمن خرج من الرؤساء ، واستخلف على قومه خليفةً أنْ يكون ذلك الإستخلاف مخصوصاً بتلك السفرة فقط. وإذا ثبت أن ذلك الإستخلاف ما كان حاصلاً في كل الأزمنة لم يلزم من عدم ثبوته في سائر الأزمنة تحقق لعزل ، لأنّ العزل عن الشيء إنما يكون بعد انعقاد سبب ذلك الشيء ، وكما أنّ من ولي النظر في بلدة ولم يولَّ غيرها لا يقال إنه البلد الذي لم يول ، فكذلك في الزمان ».
أقول :
إنه وإن لم يدل الأمر على التكرار ، لكنّ المتبادر ـ بحسب العرف