يهجو عبد الملك الذي قتل عمرو بن سعيد الأشرق :
غدرتم بعمرو يا
بني خيط باطل |
|
ومثلكم يبني
البيوت على الغدر |
(١) هذه بعض صفاته ونزعاته ، وهي تصور لنا انسانا ممسوخا لم يعرف الخير ، ولا المعروف ، ولم يصنع في حياته سوى الباطل وما يضر الناس.
وكان مروان ولعا بسب الامام أمير المؤمنين (ع) فكان يسبه على المنبر في كل جمعة حينما كان واليا على المدينة ، وكان الامام الحسن (ع) يعلم ذلك فيسكت ولا يدخل المسجد إلا عند الاقامة ، فلم يرض بذلك مروان فأرسل إلى الحسن في بيته بالسب له ولأبيه ، وكان من جملة ما قاله : ما وجدت مثلك إلا مثل البغلة يقال لها : من أبوك فتقول : أبي الفرس ، فقال الامام الحسن (ع) لرسوله « ارجع إليه فقل له : والله لا أمحو عنك شيئا مما قلت : بأني أسبك ، ولكن موعدي وموعدك الله ، فان كنت كاذبا فالله أشد نقمة ، وقد أكرم جدي أن يكون مثلي مثل البغلة » (٢).
وليس غريبا أن يعلن مروان سب الامام أمير المؤمنين رائد الحق والحكمة في الأرض ، فانه لا يسبه ولا يبغضه إلا أمثال مروان من الذين لا عهد لهم بالشرف والانسانية.
__________________
(١) أنساب الاشراف ٥ / ١٤٤.
(٢) تطهير الجنان المطبوع على هامش الصواعق ص ١٤٢.