ضلال فلا تلججا
فيهما |
|
فبئست لعمر كما
الخصلتان |
أ يرجى على إمام
الهدى |
|
وعثمان ما أعند
المرجيان |
ويرجى ابن حرب
وأشياعه |
|
وهوج الخوارج
بالنهروان |
يكون إمامهم في
المعاد |
|
خبيث الهوى مؤمن
الشيصان (١) |
لقد فندت الشيعة أفكار المرجئة التي فيها خروج عن المنطق والدليل
وذهب كريمر إلى أن هناك صلة بين مبادئ المرجئة وبين تعاليم الكنيسة الشرقية ، ويدلل على ذلك بما تذهب إليه المرجئة من عدم تخليد العصاة في النار ، وهذا ما تقول به آباء الكنيسة الشرقية مخالفين بذلك الكنيسة الغربية ، كما يرى أن إيمان المرجئة الهادئ الذي يغلب عليه الانشراح وتعزية النفس يتفق كل الاتفاق مع تعاليم يوحنا الدمشقي الذي كان وقت ظهور هذه الطائفة يشتغل بالأبحاث الدينية ، ويتمتع بشهرة كبيرة في عاصمة الخلفاء الأمويين ويؤكد في النهاية أن آراء المرجئة ترجع في أصلها وشكلها إلى فلسفة الكنيسة الإغريقية الدينية (٢).
أما هذا الرأي فضعيف جدا لأن البحوث الكلامية قد ازدهرت في وقت مبكر في الاسلام وليس أي بحث منها قد أخذ من المسيحية أو غيرها ، يقول الدكتور يوسف خليف : « والرأي عندي أن الارجاء كالزهد ليس مسيحي النشأة والنزعة ، وإنما نشأ نشأة إسلامية ، واتجه
__________________
(١) الأغاني ٧ / ١٥.
(٢) الحضارة الاسلامية / ٦٥.