فتعرض لها عروة بن الزبير فقال :
عائش يا ذات
البغال الستين |
|
أكل عام هكذا
تحجين(١) |
وعلى أي حال فان المغالات في المهر كانت أثرا من آثار الترف في ذلك العصر ، ولكنه خاص عند الأمويين ومن سار في ركابهم.
وكان من الطبيعي بعد حصول الثراء العريض عند الفئة الحاكمة ومن والاها أن يسود الترف عند النساء فقد روى المؤرخون أن عاتكة بنت يزيد بن معاوية استأذنت عبد الملك في الحج فقال لها : ارفعي حوائجك واستظهري ، فان عائشة بنت طلحة تحج ففعلت فجاءت بهيئة جهدت فيها ، فلما كانت بين مكة والمدينة إذا موكب قد جاء فضغطها ، وفرق جماعتها ، فقالت : أرى هذه عائشة بنت طلحة ، فسألت عنها ، فقالوا : هذه خازنتها ، ثم جاء موكب آخر أعظم من ذلك فقالوا : عائشة فضغطتهم ، فسألت عنه فقالوا : هذه ماشطتها ثم جاءت مواكب على هذه الهيئة إلى سننها ، ثم أقبلت كوكبة فيها ثلاثمائة راحلة عليها القباب والهوادج ، فقالت عاتكة ما عند الله خير وأبقى (٢).
وينقل الرواة والمؤرخون صورا كثيرة من ترف النساء في ذلك العصر كان منها أن مصعب أهدى إلى عائشة ثماني حبات من اللؤلؤ قيمتها عشرون ألف دينار ، فلما دخل عليها ليقدم هديته إليها وجدها نائمة
__________________
(١) الاغاني ١٠ / ٦٠.
(٢) الاغاني ١٠ / ٦٠.