أما البحث عن ملوك الأمويين الذين عاصرهم الامام فيعد من ضروريات البحث المنهجي حسب الدراسات الحديثة لأنه يصور الحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية في ذلك العصر الذي هو من أشد العصور الاسلامية حساسية ، فقد ابتلي فيه المؤمنون وارهقوا ارهاقا شديدا.
لقد كان الامام أبو جعفر (ع) في غضون الصبا ، فانقرضت دولة بني سفيان التي أسسها معاوية ، وانتهت بهلاك ولده يزيد الذي جهد على إذلال المسلمين وإرغامهم على ما يكرهون ، وقد كانت أيامه من أحلك الليالي التي مرت على العالم الاسلامي فقد عانوا ألوانا مرهقة من الأحداث والخطوب أغرقتهم في المآسي والآلام.
وقد تشكلت بعد سقوط دولة بني سفيان دولة بني مروان ونحن نلمح إلى ذكر سيرة ملوكهم الذين عاصرهم الامام وما أثر عنهم من صنوف السياسة من دون أن نتحيز أو نشذ عن الحق الذي أخلصنا له ، وكان أول ملوك بني مروان هو :
وآلت الخلافة الاسلامية التي هي مركز العدل في الاسلام إلى الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم صاحب الأحداث والموبقات في الاسلام ، ويجمع الرواة على أنه لم تكن فيه أية نزعة كريمة ، أو صفة فاضلة حتى يستحق هذا المنصب العظيم ، وإنما كان عدوا لله ، وعدوا لرسوله ، وعدوا للمسلمين ونلمح ـ بايجاز ـ إلى بعض شئونه وأحواله.