ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الاسلام ، وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل » (١).
ووصفهم شاعر الاسلام الكميت بقوله :
القريبين من ندى
والبعيدين |
|
من الجور في عرى
الأحكام |
والمصيبين باب
ما أخطأ النا |
|
س ومرسي قواعد
الاسلام |
والحماة الكفاة
في الحرب إن لف |
|
ضرام وقوده
بضرام |
والغيوث الذين
إن أمحل النا |
|
س فمأوى حواضن
الأيتام |
راجحي الوزن
كاملي العدل في ال |
|
سيرة طبين
بالأمور الجسام |
ساسة لا كمن يرى
رعية النا |
|
س سواء ورعية الأغنام |
(٢) هذه نظرة الشيعة للائمة الطاهرين ليس فيها غلو ولا خروج عن المنطق ولا انحراف عن الدين.
وامتلأت قلوب الشيعة بالحب والولاء لآل البيت (ع) معتقدين أن ذلك من أهم الفروض الدينية ، فقد ألزمتهم النصوص الاسلامية بذلك فآية المودة وحديث الثقلين ، والسفينة وغيرها صريحة في إيجاب مودتهم على عموم المسلمين ، وقد آمنت الشيعة بذلك منذ فجر تأريخها ، فهذا أبو الأسود الدؤلي قد رد على من لامه في حبه لأهل البيت (ع) بهذين البيتين :
__________________
(١) نهج البلاغة محمد عبده ٢ / ٢٥٩.
(٢) الهاشميات.