دورا خطيرا في مسرح الأحداث السياسية في تلك العصور ، وساهمت مساهمة إيجابية في تدعيم الحكم الأموي والدفاع عنه ولا بد لنا من وقفة قصيرة للنظر في شئونها وبيان موقف الامام أبي جعفر (ع) منها وفيما يلي ذلك :
واختلف البحاث في معنى المرجئة ، وذلك لاختلافهم في فهم المادة التي اشتقّ منها وفيما يلي بعض الأقوال :
أ ـ ويرى بعضهم أن كلمة المرجئة مأخوذة من ( أرجأ ) بمعنى أمهل وأخر وقد سموا بالمرجئة لأنهم يرجئون أمر الذين اختلفوا وتنازعوا في الخلافة إلى يوم القيامة ، ولا يقضون بحكم على أحد منهم (١).
ب ـ وذهب بعضهم إلى أن المرجئة اشتقت من « أرجأ » بمعنى بعث الرجاء وذلك لأنهم لم يقضوا على مرتكب الكبيرة بأنه من أهل النار أو من أهل الجنة وإنما أخروا الحكم عليه إلى يوم القيامة ، فهم بهذا يعطون الرجاء في المغفرة ، ويرجون لكل مسلم المغفرة من الله (٢).
ج ـ وقيل إنهم إنما سموا بذلك لأنهم ذهبوا إلى أن الايمان تصديق بالقلب واللسان ، ويؤخرون العمل فان المؤمنين ـ في اعتقادهم ـ وإن لم يصلوا ويصوموا ينجيهم الله بايمانهم القلبي ، فهم بهذا يقدمون القول ويرجئون العمل (٣).
__________________
(١) الفرق الاسلامية في العصر الأموي ( ص ٢٦٤ )
(٢) نقد العلم والعلماء ( ص ١٠٢ )
(٣) تاج العروس مادة رجا