لأهلوا واستهلوا
فرحا |
|
ثم قالوا يا
يزيد لا تشل |
ثم عاد إلى الاستشهاد بقول ابن الزبعرى :
فجزيناهم ببدر
مثلها |
|
وأقمنا ميل بدر
فاعتدل |
وتركت تلك الصور في نفس الامام الباقر (ع) اللوعة والأسى ، وكان عمره الشريف أيام تلك المحنة الحازبة ما يقارب السبع سنين.
وكان مركزها الكوفة ، فقد ندم الشيعة هناك على ما اقترفوه من عظيم الاثم في خذلانهم لسيد الشهداء الامام الحسين (ع) في حين أنهم هم الذين كاتبوه بالقدوم إلى مصرهم وألحوا عليه برسائلهم ووفودهم ، وقد رأوا أن لا كفارة لهم سوى إعلان الثورة على حكومة يزيد ، والمطالبة بدم الامام الحسين (ع) واستئصال المجرمين من قتلته ، وكان زعيم التوابين سليمان بن صرد الخزاعي ، فقد أنتخب قائدا عاما للثورة وأناطوا به وضع الخطط السياسية والعسكرية ، ومراسلة المناطق التي تضم الشيعة في العراق وخارجه.
وأخذ التوابون يجمعون الأموال والتبرعات وأحاطوا أمرهم بكثير من السر والكتمان ، ولما هلك الطاغية الفاجر يزيد بن معاوية أعلن التوابون ثورتهم العارمة وذلك في سنة ( ٦٥ ه ) وكان عددهم فيما يقول المؤرخون أربعة آلاف ، وقد نادوا بشعارهم :
« يا لثارات الحسين »
ولأول مرة دوى هذا النداء المؤثر في سماء الكوفة فكان كالصاعقة