أحد أن يحكم على عمله .. » (١).
ويرى خدابخش « أن أصل المرجئة يرجع إلى ما كان من ضرورة استنباط وسيلة للعيش في وفاق مع الحكم الأموي » (٢).
لقد كانت المرجئة من أعوان السلطة الحاكمة في ذلك العصر وإحدى أجهزتها ، وقد قامت بدور إيجابي في دعم الحكم الأموي وتبرير سياسته القائمة على الظلم والجور.
وكانت هناك منافرة شديدة بين الشيعة والمرجئة ، وسبب ذلك يرجع إلى اختلافهما في الخلافة فالشيعة ترى أن الامام بعد النبي (ص) مباشرة هو الامام أمير المؤمنين (ع) وترى أن الحكم الأموي غير شرعي ، ويجب القضاء عليه بينما ترى المرجئة أن حكومة الأمويين مشروعة ، ولا يدينون بالثورة عليهم ، وكان بين الطائفتين صراع حاد ، فكانت الشيعة تغيظ المرجئة بذكرها لعلي (ع) في أنديتها ومجالسها ، وفي ذلك يقول أحد شعراء الشيعة :
إذا المرجي سرك
أن تراه |
|
يموت بدائه من
قبل موته |
فجدد عنده ذكرى
علي |
|
وصل على النبي
وآل بيته (٣) |
وقد عابت الشيعة على المرجئة حكمها بتقديم الخلفاء على الامام أمير
__________________
(١) التطور والتجديد في الشعر الأموي ( ص ٥٠ )
(٢) مقدمة لكريمر الحضارة الاسلامية ( ص ١٩ )
(٣) البيان والتبيين ( ٢ / ١٤٩ )