هذه هي الأصول العامة للمعتزلة ، ويتفرغ عليها فروع كثيرة ذات أهمية علمية بالغة ، ذكرت في الكتب الكلامية.
وذهب بعض المستشرقين إلى أن الشيعة اقتبست الكثير من مسائلها الكلامية من المعتزلة ، وإنهما معا يشكلان وحدة في الفكر ، والعقيدة وقد ذهب إلى ذلك ( كولدزيهر ) يقول : « استقر الاعتزال في مؤلفات الشيعة حتى في يومنا هذا ، ولذا فان من الخطأ الجسيم سواء من ناحية التأريخ الديني أو التأريخ الأدبي أن نزعم بأنه لم يبق للاعتزال أثر محسوس بعد الفوز الحاسم الذي نالته العقائد الأشعرية وعند الشيعة مؤلفات اعتقادية كثيرة يرجعون إليها وينسجون على منوالها ، وهي حجة قائمة تدحض هذا الزعم ، وتفنده ، ويمكن أن تعتبر كتب العقائد الشيعية كأنها مؤلفات المعتزلة » (١).
وممن ذهب إلى ذلك ( آدم متز ) يقول : « إن الشيعة في القرن الرابع الهجري لم يكن لهم مذهب كلامي خاص بهم ، فاقتبسوا من المعتزلة اصول الكلام وأساليبه حتى أن ابن بابويه القمي أكبر علماء الشيعة في القرن الرابع الهجري اتبع في كتابه « علل الشرائع » طريقة المعتزلة الذين كانوا يبحثون عن علل كل شيء ... إن الشيعة من حيث العقيدة والمذهب هم ورثة المعتزلة » (٢) وليس لهذا الرأي أية أصالة علمية فان الشيعة لم تكن بأي حال عيالا على أية فرقة اسلامية ، فقد أمدها أئمة أهل البيت (ع) بطاقات ثرية من البحوث الكلامية وغيرها ، فهم أول من فتق باب هذا العلم ، كما أنهم الرواد الأوائل للخوض في بحوث
__________________
(١) العقيدة والشريعة في الاسلام ( ص ٢٢٣ ).
(٢) دراسات في الفرق والعقائد الاسلامية ( ص ١١٥ ).