فاسق ، فجعلوا الفسق منزلة ثالثة مستقلة عن الايمان والكفر واعتبروه وسطا بينهما ، وقد قرر ذلك واصل بقوله : « إن الايمان عبارة عن خصال خير إذا اجتمعت سمي المرء مؤمنا ، وهو اسم مدح ، والفاسق لم يستجمع خصال الخير ، ولا استحق اسم المدح فلا يسمى مؤمنا ، وليس هو بكافر مطلق أيضا لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه لا وجه لانكارها لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو من أهل النار خالدا فيها » (١) وتابع عمرو بن عبيد واصلا في ذلك ، كما أن الحسن البصري قد تابعهما في هذا الرأي بعد أن كان مصرا على أن مرتكب الكبيرة مؤمن فاسق (٢).
وهو الأصل الخامس من الأصول الاعتقادية ، ويرون أن الواجب على كل مسلم العمل على إقامة المعروف وتحطيم المنكر فان استطاعوا فبالسيف ويسمى جهادا ، وإن لم يستطيعوا بالسيف فبما دونه فلا فرق عندهم بين مقاومة الكافرين والفاسقين (٣) إلا أن هذا المبدأ لم يستعملوه لمقاومة الحكم الأموي الذي تنكر للاسلام ، وعمل على إذلال المسلمين وارغامهم على ما يكرهون.
__________________
(١) الملل والنحل ١ / ٥٩. وجاء فيه أن عقاب الفاسق أخف من عقاب الكافر.
(٢) أمالي المرتضى ١ / ١١٥ ـ ١١٦.
(٣) المقالات ١ / ٢٧٨.