والبدوي وأمثالهم من الكلمات وإن شئت سمها كما يقولون : شطحات ما يدل بظاهره على أن لهم منزلة فوق الربوبية ، وأن لهم مقاما زائدا عن الالوهيه ( لو كان ثمة موضع لمزيد ) وقريب من ذلك ما يقول به أرباب وحدة الوجود أو الموجود.
أما الشيعة الامامية ، وأعني بهم جمهرة العراق وإيران وملايين المسلمين في الهند ومئات الألوف في سوريا والأفغان فان جميع تلك المقالات يعدونها من أبشع الكفر والضلالات ، وليس دينهم التوحيد المحض ، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق أو ملابسة لهم في صفة من صفات النقص والامكان والتغيير والحدوث وما ينافي وجوب الوجود والقدم والأزلية إلى غير ذلك من التنزيه ، والتقديس المشحونة به مؤلفاتهم في الحكمة والكلام من مختصرة أو مطولة ).
أما نظرة الشيعة للأئمة (ع) فانها تتسم بالاعتدال فليس فيها غلو ولا إفراط في الحب ، فقد ذهبوا إلى أنهم عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون ، وأنهم أهل الذكر ، وأولو الأمر ، وبقية الله في أرضه ، وخيرته في عباده ، وعيبة علمه ، قد عصمهم الله من الفتن ، وطهرهم من الدنس ، وأذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، ووصفهم سيدهم الامام أمير المؤمنين (ع) بقوله :
« هم عيش العلم ، وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ،