عليها قبة وعلى فوقها ستور الديباج ، وأقام لها سدنة ، وأمر الناس أن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة (١).
وانتقص عبد الملك سلفه من حكام بني أمية ، وقد أدلى بذلك في خطابه الذي ألقاه في يثرب ، فقد جاء فيه : « إني والله ما أنا بالخليفة ، المستضعف ـ يعني عثمان ـ ولا بالخليفة المداهن ـ يعني معاوية ـ ولا بالخليفة المأفون (٢) ـ يعني يزيد ـ » وعلق ابن أبي الحديد على هذه الكلمات بقوله « وهؤلاء سلفه وأئمته ، وبشفعتهم قام ذلك المقام ، وبتقدمهم وتأسيسهم نال تلك الرئاسة ، ولو لا العادة المتقدمة ، والأجناد المجندة والصنائع القائمة ، لكان أبعد خلق الله من ذلك المقام ، وأقربهم إلى المهلكة إن رام ذلك الشرف ... » (٣).
وأخطر عمل قام به عبد الملك ولايته للحجاج بن يوسف الثقفي ، فقد عهد بأمور المسلمين إلى هذا الانسان الممسوخ الذي هو من أقذر من عرفته البشرية في جميع مراحل التأريخ ... لقد منحه عبد الملك صلاحيات
__________________
(١) اليعقوبي ٢ / ٣١١.
(٢) المأفون : الضعيف الرأي.
(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٥ / ٢٥٧.