عشرة ، والدنانير على وزن سبعة مثاقيل ... وأمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الاسلامي ، وأن يكون التعامل بها ، وتلغى السكة الأولى ، ويعاقب بأشد العقوبة من يتعامل بها ، وترجع إلى المعامل الاسلامية لتصب ثانيا على الوجه الاسلامي.
وامتثل عبد الملك ذلك ، فضرب السكة حسبما رآه الامام (ع) ولما فهم ملك الروم ذلك سقط ما في يده ، وخاب سعيه ، وظل التعامل بالسكة التي صممها الامام (ع) حتى في زمان العباسيين (١).
وذكر ابن كثير ان الذي قام بهذه العملية الامام زين العابدين عليهالسلام (٢)
وعلى أي حال فان العالم الاسلامي مدين للامام أبي جعفر بما أسداه إليه من الفضل بانقاذ نقده من تبعية الروم ، وجعله مستقلا بنفسه يصنع في بلد المسلمين ، ويحمل الشعار الاسلامي.
ومرض عبد الملك مرضه الذي هلك فيه ، وكان غير آمن ولا مطمئن فقد أخذت تراوده أعماله المنكرة وما اقترفه من الظلم والجور وسفك الدماء بغير حق في سبيل الملك والسلطان ، وأخذ يضرب بيده على رأسه ويقول : « وددت أني اكتسبت قوتي يوما بيوم ، واشتغلت بعبادة ربي
__________________
(١) حياة الحيوان للدميري ١ / ٦٣ ـ ٦٤ ، المحاسن والأضداد للبيهقي ، المطالعة العربية ١ / ٣١.
(٢) البداية والنهاية ٩ / ٦٨.