« ويحك من؟ ».
« عليك بالباقر من أهل بيت النبي (ص) ».
فأذعن عبد الملك ، وصدقه على رأيه ، وعرفه أنه غاب عليه الأمر ، وكتب من فوره إلى عامله على يثرب يأمره باشخاص الامام وأن يقوم برعايته والاحتفاء به ، وأن يجهزه بمائة ألف درهم ، وثلاثمائة ألف درهم لنفقته ، ولما انتهى الكتاب إلى العامل قام بما عهد إليه ، وخرج الامام من يثرب إلى دمشق فلما سار إليها استقبله عبد الملك ، واحتفى به ، وعرض عليه الأمر فقال (ع) :
« لا يعظم هذا عليك فانه ليس بشيء من جهتين : إحداهما ان الله عز وجل لم يكن؟؟؟ ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله (ص) والأخرى وجود الحيلة فيه ... ».
وطفق عبد الملك قائلا :
« ما هي؟ ».
قال (ع) : تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككا للدراهم والدنانير ، وتجعل النقش صورة التوحيد وذكر رسول الله (ص) احدهما في وجه الدرهم ، والآخر في الوجه الثاني ، وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها ، وتعمد إلى وزن ثلاثين درهما عددا من الأصناف الثلاثة إلى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل ، وعشرة منها وزن ستة مثاقيل ، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل ، فتكون أوزانها جميعا واحدا وعشرين مثقالا ، فتجزئها من الثلاثين فيصير العدة من الجميع وزن سبعة مثاقيل ، وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان ، فتضرب الدراهم على وزن