الامام أمير المؤمنين (ع) ـ (١) أما سبب وفاته فتعزوه بعض المصادر إلى زوجته أم خالد بن يزيد بن معاوية لأنه عيره بها حسبما يقول بعض المؤرخين (٢) وقد انطوت بموته صفحة من صفحات الخيانة والباطل والاثم.
بويع له بالخلافة في حياة أبيه ، ولما هلك أبوه جددت له البيعة بدمشق ومصر (٣) ويقول المؤرخون : إنه كان قبل أن يتقلد الخلافة يظهر النسك والعبادة ، فلما بشر بالملك كان بيده المصحف الكريم فأطبقه وقال : هذا آخر العهد بك ، أو قال : هذا فراق بيني وبينك (٤) وصدق فيما قال : فقد فارق كتاب الله وسنة نبيه منذ اللحظة الأولى التي تقلد فيها الحكم ، فقد أثرت عنه من الأعمال ما باعدت بينه وبين الاسلام والقرآن ونلمح إلى بعض شئونه وأحواله.
ولم تتوفر في عبد الملك أية نزعة شريفة أو صفة كريمة كأبيه مروان فقد كان ـ فيما أجمع عليه المؤرخون ـ قد اتصف بأخس الصفات وأحطها ومن بينها :
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد ٢ / ٥٣.
(٢) تأريخ اليعقوبي ٣ / ٤.
(٣) تأريخ ابن كثير ٨ / ٢٦٠.
(٤) تأريخ ابن كثير ٨ / ٢٦٠.