كل من يدين للامام علي (ع) وأهل بيته بالولاية حتى صار هذا الاسم خاصا بهم (١) قال الشيخ المفيد : « التشيع في أصل اللغة : هو الاتباع على وجه التدين والولاء للمتبوع على الاخلاص ، قال الله عز وجل : « فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه » (٢) ففرق بينهما في الولاية والعداوة ، وجعل موجب التشيع لأحدهما هو الولاء بصريح الذكر له في الكلام .. فأما إذا أدخل فيه علامة التعريف بأن يقال : الشيعة ـ فهو على التخصيص لا محالة لاتباع أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله بلا فصل ، ونفي الامامة عمن تقدمه في مقام الخلافة ، وجعله في الاعتقاد متبوعا له غير تابع لأحد منهم على وجه الاقتداء » (٣).
لقد أصبح اسم الشيعة علما لكل من قال بالنص على إمامة أمير المؤمنين وخلافته من بعد النبي (ص) مباشرة فقد أجمعوا على أنه (ص) قد عهد إليه بالخلافة ، ونصبه علما لامته ، وقائدا لمسيرتها وهاديا لها إلى سواء السبيل.
والشيء المحقق أن النبي (ص) هو الذي غرس بذرة التشيع ، وتعهدها ونماها فقد خاطب عليا فقال له : « يا علي أنت وشيعتك تردون علي
__________________
(١) تاج العروس ٥ / ٤٠٥.
(٢) سورة القصص : آية ١٥.
(٣) أوائل المقالات ص ٢ ـ ٤.