الحوض ظماء مقمحين » (١).
يقول الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء : « إن أول من وضع بذرة التشيع في حقل الاسلام هو نفس صاحب الشريعة الاسلامية يعني أن بذرة التشيع وضعت مع بذرة الاسلام جنبا إلى جنب ، وسواء بسواء » (٢) ويقول النوبختي : « فأول الفرق الشيعة ، وهم فرقة علي ابن أبي طالب ، المسمون شيعة علي في زمان النبي (ص) وبعده ، معروفون بانقطاعهم إليه ، والقول بامامته » (٣) وذهب إلى ذلك الشيخ محمد الحسين المظفر يقول : إن الدعوة إلى التشيع ابتدئت من اليوم الذي هتف فيه المنقذ الأعظم محمد صلوات الله عليه صارخا بكلمة لا إله إلا الله ، فانه لما نزل عليه قوله ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) جمع بني هاشم وأنذرهم قائلا : أيكم يؤازرني ليكون أخي ووارثي ووصيي وخليفتي فيكم بعدي؟ فلما لم يجبه إلى ما أراد غير المرتضى قال لهم الرسول : هذا أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا ... فكانت الدعوة إلى التشيع لأبي الحسن من صاحب الرسالة تمشي معه جنبا لجنب مع الدعوة للشهادتين ، ومن ثم كان أبو ذر الغفاري من شيعة علي (ع) .. وينقل عن محمد كرد علي صاحب خطط الشام (٤) قوله : عرف جماعة من كبار الصحابة بمولاة علي في عصر رسول الله مثل سلمان الفارسي القائل : بايعنا رسول الله (ص) على النصح للمسلمين ، والائتمام
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ / ١٣١ كنوز الحقائق ( ص ١٨٨ ) ، الاستيعاب ٢ / ٤٥٧
(٢) اصل الشيعة واصولها ( ص ٧٧ ) ط التاسعة المكتبة الحيدرية.
(٣) فرق الشيعة ( ص ١٥ ).
(٤) خطط الشام ٥ / ٢٥١.