بعلي بن أبي طالب (ع) والموالاة له ، ومثل أبي سعيد الخدري القائل : أمر الناس بخمس فعلوا أربعا ، وتركوا واحدة ، ولما سئل عن الأربع قال : الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان ، والحج ، قيل فما الواحدة التي تركوها؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب » (١).
لقد نشأت الشيعة في عهد الرسول الأعظم (ص) فهو الذي وضع قواعدها وأسس أصولها ، وذلك في ترشيحه للامام أمير المؤمنين (ع) خليفة من بعده ، وعلما لأمته ، أما الأدلة على ذلك فهي متوفرة ونلمح إلى بعضها :
أولا ـ إن النبي (ص) صاحب رسالة ودعوة فقد جاء محررا ومنقذا للعالم بأسره ، وقد جاهد كأعظم ما يكون الجهاد في أداء رسالة ربه فخاض الأهوال ، وخاض الحروب ، وعانى من الاضطهاد ما لم يعانه أي مصلح اجتماعي في الأرض ، فكيف يترك الأمر فوضى من بعده ويهمل شئون الخلافة التي تتوقف عليها مصير أمته؟ إن من المؤكد أنه (ص) قد أولى هذه الجهة المزيد من اهتمامه ، فأقام الامام أمير المؤمنين (ع) علما لأمته وذلك حرصا عليها من الاختلاف والفرقة ، وضمانا لمصالحها ، وحفظا على استمرار رسالته في أداء فعالياتها المشرقة إلى الناس.
ثانيا ـ إن ما تتطلبه القيادة للأمة من النزعات الخيرة ، والصفات الفاضلة قد توفرت على الوجه الأكمل في الامام أمير المؤمنين (ع) فهو أعلم الناس بشئون الرسالة الاسلامية ، وأدرى بفلسفتها ودقائقها ومحتوياتها ، فهو باب مدينة علم النبي (ص) وأقضى أمته حسبما تواترت النصوص بذلك كما أنه من أزهد الناس فقد زهد في جميع رغبات الحياة ، وطلق دنياه
__________________
(١) تأريخ الشيعة ( ص ٩ ).