وتدوين بعض مسائله ، وقد ذكر منهم علي بن أبي رافع وهو من أعلام الشيعة وخيارهم في عصر الامام أمير المؤمنين كما كان كاتبا له ، وقد ألف كتابا في فنون الفقه : الوضوء والصلاة وسائر الأبواب.
كما كان من المؤلفين سليم بن قيس الهلالي الكوفي الذي هو من أصحاب الامام وعاش إلى زمن الحجاج في الدولة الأموية ، وقد أراد قتله الجلاد الحجاج فلجأ سليم إلى أبان بن عياش فآواه ، وحينما حضرته الوفاة أعطاه كتابه المشهور باسمه ، وهو أول كتاب ظهر للشيعة رواه أبان بن أبي عياش (١).
وعلى أي حال فان مدرسة أهل البيت (ع) قد عنت بجميع العلوم ولم تقتصر على علم خاص ، وقد كان المؤسس لها الامام أمير المؤمنين (ع) ثم من بعده الأئمة الطاهرون من ولده ، وفي عهد الامام الباقر (ع) قام برعايتها ، وقد التفّ حوله العلماء ينتهلون من نمير علومه وقد روى عنه الثقات مجموعة كبيرة من العلوم لا تختص بعلم واحد من العلوم وسنشير إلى ذلك عند عرض أصحابه ورواة حديثه.
أما البحث عن هذه المؤسسة فقد ذكرناه بالتفصيل في كتابنا حياة الامام موسى بن جعفر (ع) كما نشر في أعيان الشيعة ومجلة الأضواء
أما الحياة الثقافية العامة في عصر الامام فقد كانت ضحلة للغاية ، فلم تعد هناك مقاييس للأخلاق والمثل التي جاء بها الاسلام ، وإنما عاد الناس إلى
__________________
(١) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام.