وأكبر الظن ان هذه الفقرات مقتطفات من خطابه ، وهي وإن كانت متقطعة إلا أنها قد عنت بنشر مآثر أهل البيت ، والتدليل على فضائلهم أمام ذلك المجتمع الذي تربى على عدائهم وبغضهم.
ولما ذاع فضل الامام بين أهل الشام ، أمر الطاغية باعتقاله في السجن وقد احتف به السجناء وهم يتلقون من علومه وآدابه ، وخشي مدير السجن من الفتنة فبادر إلى هشام فأخبره بذلك فامره باخراجه من السجن ، وارجاعه إلى بلده (١).
هذا ما ورد في الرواية الأولى في مجيء الامام (ع) إلى دمشق وما جرى له مع هشام.
الرواية الثانية : رواها لوط بن يحيى الاسدي عن عمارة بن زيد الواقدي قال : حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين ، وكان قد حج فيها الامام محمد بن علي الباقر وابنه الامام جعفر الصادق (ع) فقال جعفر أمام حشد من الناس فيهم مسلمة بن عبد الملك :
« الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا ، واكرمنا به ، فنحن صفوة الله على خلقه ، وخيرته من عباده ، فالسعيد من تبعنا ، والشقي من عادانا وخالفنا .. ».
وبادر مسلمة بن عبد الملك إلى أخيه هشام فأخبره بمقالة الامام الصادق فأسرها هشام في نفسه ، ولم يتعرض للإمامين بسوء في الحجاز إلا أنه لما قفل راجعا إلى دمشق أمر عامله على يثرب باشخاصهما إليه
__________________
(١) بحار الأنوار : ١١ / ٧٥.