هو مفخرة البيت الأموي ، وسيد ملوكهم ، ونجيب بني أمية ـ كما يقول الامام أبو جعفر ـ (١) تقلد الخلافة بعهد من سليمان بن عبد الملك وذلك في يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة ( ٩٩ ه ) (٢) ولمس الناس في عهده القصير الأمن ، والرفاه ، فقد أزال عنهم جور بني مروان وطغيانهم ، وكان محنكا ، وقد هذبته التجارب ، وقام على تكوينه عقل متزن ، وقد ساس المسلمين سياسة رشيدة لم يألفوها من قبله ، وكانت له ألطاف ، وأياد بيضاء على العلويين تذكر له بالخير على امتداد التأريخ ومن بينها :
وكانت الحكومة الأموية منذ تأسيسها قد تبنت بصورة ايجابية سب الامام أمير المؤمنين (ع) وانتقاصه ، وقد رأوا أن ذاك هو السبب في بقاء دولتهم وبقاء سلطانهم ، لأن مبادئ الامام (ع) وما أثر عنه من روائع صور العدل السياسي والاجتماعي تطاردهم وتفتح أبواب النضال الشعبي ضد سياستهم القائمة على الظلم والجور والطغيان.
وقد أدرك عمر بن عبد العزيز بوعيه ، وأصالة تفكيره أن السياسة
__________________
(١) تأريخ الخلفاء للسيوطي ( ص ٢٣٠ ).
(٢) نهاية الأرب ٢١ / ٣٥٥.