كان عبد الملك طاغية جبارا ، ويقول فيه المنصور : كان عبد الملك جبارا لا يبالي ما صنع (١) وكان فاتكا لا يعرف الرحمة والعدل ، وقد قال : في خطبته بعد قتله لابن الزبير : لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه (٢) لقد تخلى عن ذكر الله ، وأمن مكره ، وعقابه ، وهو أول من نهى عن الكلام بحضرة الخلفاء (٣).
وظاهرة اخرى من صفاته التي عرف بها وهي الغدر ، ونكث العهد فقد أعطى الأمان لعمرو بن سعيد الأشدق على أن تكون الخلافة له من بعده إلا أنه خان بعهده فغدر به ، وقتله ورمى برأسه إلى أصحابه (٤) ولم يرع وشيجة النسب التي تربطه مع عمرو ، فلم يعن بها ودفعه حب الملك والسلطان إلى الغدر به ويقول بعض الشعراء في ذلك :
يا قوم لا
تغلبوا عن رأيكم فلقد |
|
جربتم الغدر من
أبناء مروانا |
أمسوا وقد قتلوا
عمروا وما رشدوا |
|
يدعون غدرا بعهد
الله كيسانا |
__________________
(١) النزاع والتخاصم للمقريزي ( ص ٨ ).
(٢) تأريخ الخلفاء للسيوطي ( ص ٢١٩ ).
(٣) تأريخ الخلفاء ( ص ٢١٨ ).
(٤) تأريخ اليعقوبي ٣ / ١٦.