ويقتلون الرجال
الذل ضاحية |
|
لكي يولوا أمور
الناس ولدانا |
تلاعبوا بكتاب
الله فاتخذوا |
|
هواهم في معاصي
الله قرآنا (١) |
لقد خاف عبد الملك من الأشدق ، ولو كان حيا لأتخذ التدابير في القضاء على حكم بني مروان ولكن الله قد انتقم منه لأنه كان جبارا قد أسرف في اراقة دماء المسلمين وأشاع فيهم الخوف والرعب.
من الصفات البارزة في عبد الملك القسوة والجفاء فقد انعدمت من نفسه الرحمة والرأفة ، فكان فيما يقول المؤرخون : قد بالغ باراقة الدماء وسفكها بغير حق ، وقد اعترف بذلك ، فقد قالت له أم الدرداء : بلغني أنك شربت الطلى ـ يعني الخمر ـ بعد العبادة والنسك ، فقال لها غير متأثم :
« اي والله والدماء شربتها » (٢).
وقد نشر الشكل والحزن والحداد في بيوت المسلمين أيام حكمه الرهيب فقد خطب في يثرب بعد قتله لابن الزبير خطابا قاسيا أعرب فيه عما يحمله في قرارة نفسه من القسوة والسوء قائلا :
« إني لا اداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم .. » (٣).
__________________
(١) تأريخ الخلفاء للسيوطي ( ص ٢١٨ ).
(٢) تأريخ الطبري
(٣) تأريخ ابن كثير ٩ / ٦٤.