عن أبي الحوراء ، قال : « قلت للحسن بن علي رضي الله عنهما : مثل من كنت في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ وما عقلت عنه ؟ قال : عقلت عنه أنّي سمعته يقول : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإنّ الشرّ ريبة ، والخير طمأنينة ، وعقلت عنه الصلوات الخمس ، وكلمات أقولهنّ عند انقضائهنّ قال : اللهمّ اهدني ... » (١). وقال عليهالسلام : « أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوآله أن نلبس أجود ما نجد ، وأن نتطيّب بأجود ما نجد ، وأن نضحّي بأسمن ما نجد ، البقرة عن سبعة ، والجزور عن عشرة ، وأن نظهر التكبير ، وعلينا السكينة والوقار » (٢).
وفي مجال الفقه والتشريع كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يتدخّل ـ أحياناً ـ ليعلّم الحسن عليهالسلام بعض الأحكام عن طريق الموقف العملي ، فقد ورد عن ربيعة بن شيبان قال : « قلت للحسن بن علي رضياللهعنه : ما تعقل عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ قال : صعدت معه غرفة الصدقة ، فأخذت تمرة فلكتها ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : القها فإنّا لا تحلّ لنا الصدقة » (٣).
وفي مجال الثواب والتعويض يوم القيامة ، قال الأصبغ بن نباتة : « دخلت مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الحسن بن علي نعوده ، فقال له عليّ رضي الله عنه : كيف أصبحت يا ابن رسول الله ؟ قال : أصبحت بحمد الله بارئاً ، قال : كذلك إن شاء الله ، ثمّ قال الحسن رضي الله عنه : أسندوني ، فأسنده علي رضي الله عنه إلى صدره ، فقال : سمعت جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ في الجنّة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة ، فلا يرفع لهم ديوان ، ولا ينصب لهم ميزان ، يُصبّ عليهم الأجر صبّا » (٤). وكان الحسن عليهالسلام يحضر مجلس رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو ابن سبع سنين ، فيسمع الوحي فيحفظه فيأتي أمّه فيلقي إليها ما حفظه ، وكلّما
__________________
(١) المعجم الكبير ٣ : ٧٥ / ٢٧٠٨.
(٢) المعجم الكبير ٣ : ٩٠ / ٢٧٥٦.
(٣) المعجم الكبير ٣ : ٨٦ / ٢٧٤١.
(٤) المعجم الكبير ٣ : ٩٣ / ٢٧٦٠.