للإمام الحسين عليهالسلام.
الإمامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله تعيّن بالنصّ ولا تترك لاختيار الأمّة ؛ فهي عهد من الله عزّوجلّ للمصطفين من عباده ، وقد أكّد أهل البيت عليهمالسلام تلك الحقيقة ، فالأمر ليس متروكاً للأمة ولا حتى لأهل البيت عليهمالسلام أنفسهم ، فهم لا يستخلفون أو ينصّون على من بعدهم إلاّ بعهد معهود من رسول الله صلىاللهعليهوآله وبأمر الله تعالى.
عن أبي بصير ، قال : « كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام فذكروا الأوصياء وذكرت إسماعيل فقال : لا والله يا أبا محمد ما ذاك إلينا وما هو إلاّ إلى الله عزّ وجلّ ينزل واحداً بعد واحد » (١). وقال عليهالسلام : « أترون الموصي منّا يوصي إلى من يريد ؟ لا والله ولكن عهد من الله ورسوله صلىاللهعليهوآله لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه » (٢).
وعلّة النصّ هي أنّ الإمامة منصب عظيم وخطير ؛ لأنّ الإمام هو حجّة الله على خلقه ، وهو المقتدى به في أقواله وأفعاله ؛ ولذا فإنّ الإمّة لا تستطيع أن تشخّص إمامها ، وهذا ما تؤكّده المسيرة الإسلامية وسير الأحداث ؛ فلابدّ وأن يكون الاختيار إلهياً للحفاظ على سلامة المفاهيم والقيم الإسلامية ، وحماية الإسلام من تحريف الضّالين وتأويل الجاهلين ، والنصّ سنة من سنن الله تعالى في تعيين الأئمّة والأوصياء من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين. وقد نصّ رسول الله صلىاللهعليهوآله على إمامة الحسن عليهالسلام في أقواله باعتباره أحد الأئمّة الإثني عشر ، فقد وردت روايات عديدة تنصّ على عدد الأئمّة نختار بعضها.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (٣). وقال : « بعدي إثنا عشر خليفة » ، ثمّ أخفى صوته وقال :
__________________
(١) الكافي ١ : ٢٧٧ / ١ ، كتاب الحجّة ، باب : إنّ الإمامة عهد من الله.
(٢) الكافي ١ : ٢٧٨ / ٢ ، كتاب الحجّة ، باب : إنّ الإمامة عهد من الله.
(٣) صحيح مسلم ٢ : ١٨٣ / ١٨٢١ ، كتاب الإمارة ، باب : الخلافة في قريش.