أقوالها وممارساتها ومواقفها العملية ، وممّا قاله في ذلك : « فأين تذهبون ؟ وأنّى تؤفكون والاعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ، فأين يتاه بكم ! وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيّكم ! وهم أزمّة الحقّ ، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وَرِدوهم ورود الهيم العطاش » (١). وقال عليهالسلام : « انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هدىً ، ولن يعيدوكم في ردىً ، فإن لبدوا فألبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا ، لقد رأيت أصحاب محمد صلىاللهعليهوآله ، فما أرى أحداً يشبههم منكم ... » (٢). وقال عليهالسلام : « الحمد لله الناشر في الخلق فضله ، والباسط فيهم بالجود يده ، نحمده في جميع أموره ، ونستعينه على رعاية حقوقه ، ونشهد أن لا إله غيره ، وأنَّ محمّداً عبده ورسوله ، أرسله بأمره صادعاً وبذكره ناطقاً ، فأدّى أميناً ومضى رشيداً ، وخلّف فينا راية الحقّ من تقدّمها مرق ، ومن تخلّق عنها زهق ، ومن لزمها لحق ... ألا إنّ مثل آل محمّد ، صلّى الله عليه وآله ، كمثل نجوم السّماء ؛ إذا خوىٰ نجم طلع نجم ، فكأنّكم قد تكاملت من الله فيكم الصّنايع ، وأراكم ما كنتم تأملون » (٣). وقال عليهالسلام : « لا يقاس بآل محمد صلىاللهعليهوآله من هذه الأمّة أحد ، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً ؛ هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصيّة والوراثة » (٤).
وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يوجّه الأنظار إلى إمامة ولده الحسن عليهالسلام ومقامه السامي وخصائصه وكفاءته العلمية والسياسية والادارية والاجتماعية ، فقد كان يسأله عن المسائل المختلفة أمام مرأى ومسمع الملأ من أصحابه ، فيجيب
__________________
(١) نهج البلاغة : ١١٩ / ٨٧.
(٢) نهج البلاغة : ١٤٣ / ٩٧.
(٣) نهج البلاغة : ١٤٦ / ١٠٠.
(٤) شرح نهج البلاغة ١ : ١٣٨ ـ ١٣٩.