عليها بأجوبة شافية ، وقد تركزت اسئلته على مسائل هامة في جميع مجالات الحياة تتعلق بعلاقة الإنسان مع نفسه ومع المجتمع ، لتكون أجوبته نبراساً للمؤمنين باعتبارها صادرة من شخصية متكاملة معصومة مكلفة بامامة وقيادة الأمّة. وقد كثرت الروايات حول هذا الموضوع نكتفي بواحدة منها ، فقد روي « أنّه سأل أمير المؤمنين عليهالسلام ابنه الحسن عليهالسلام فقال : يا بنيّ ما العقل ؟ قال : حفظ قلبك ما استودعته.
قال : فما الحزم ؟ قال : أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما امكنك.
قال : فما المجد ؟ قال : حمل المغارم وايتاء المكارم.
قال : فما السماحة ؟ قال : إجابة السائل وبذل النائل.
قال : فما الشح ؟ قال : إن ترى القليل سرفا وما أنفقت تلفا.
قال : فما الرقّة ؟ قال : طلب اليسير ومنع الحقير.
قال : فما الكلفة ؟ قال : التمسك بمن لا يواتيك والنظر فيما لايفييك.
قال : فما الجهل ؟ قال : سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها ، والامتناع عن الجواب ، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحاً » (١). وكان أمير المؤمنين يحيل الأسئلة الموجهة إليه إلى الإمام الحسن أو الحسين عليهماالسلام لتوجيه الانظار إلى مؤهلاتهما وقدراتهما ، فقد روي أنّ معاوية بعث رجلاً متنكراً يسأل أمير المؤمنين عليهالسلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم ، فلما دخل الكوفة وخاطب أمير المؤمنين عليهالسلام أنكره فقرره فاعترف له بالحال ، فقال عليهالسلام : « يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وهذا ابني ، فاسأل أيّهم أحببت » ، فقال الشامي : أسأل هذا يعني الحسن عليهالسلام (٢). وكان أمير المؤمنين عليهالسلام يكلّف الإمام الحسن عليهالسلام بالمهام والمسؤوليات الصعبة ، ويبعثه لحلّ الأزمات ، ويشركه في المواقف الحرجة ليبين للمسلمين موقعه الريادي في المجتمع الانساني ومؤهلاته القيادية ، فقد بعثه
__________________
(١) الدر النظيم/ يوسف بن حاتم الشامي : ٥٠٥.
(٢) تحف العقول / ابن شعبة : ١٦٠.