منها : ما رواه الشيخ عن علي بن الحسن بن فضال ... عن مالك بن أعين قال « سألت أبا جعفر عليهالسلام عن النّفساء يغشاها زوجها وهي في نفاسها من الدم؟ قال : نعم ، إذا مضى لها منذ يوم وضعت بقدر أيام عدّة حيضها ثمّ تستظهر بيوم ... » (١).
وإنّا وإن ذكرنا أن طريق الشيخ إلى ابن فضال ضعيف إلاّ أنّه فيما إذا روى الشيخ عنه في كتابه من غير واسطة ، فإن طريقه إليه ، على ما ذكره في المشيخة (٢) ضعيف ، لاشتماله على أحمد بن عبدون وابن الزُّبير.
وأمّا إذا روى الشيخ عنه في نفس الكتاب بطريق معتبر فلا كلام في اعتبار الرواية حينئذ ، لدلالته على أن للشيخ إليه في هذه الرواية طريقين أحدهما معتبر على الفرض ، والأمر في المقام كذلك كما لا يخفى على من راجع الوافي (٣) والتهذيب (٤) ، فلا إشكال في الرواية من حيث السند ، ودلالتها ظاهرة.
ومنها : صحيحة محمّد بن مسلم المتقدمة الدالّة على أنّ النّفساء أكثر نفاسها ثمان عشرة ، حيث ورد في ذيلها « ولا بأس بأن تستظهر بيوم أو بيومين » (٥).
وهي وإن حملناها على التقيّة بالإضافة إلى أكثر النّفاس نظراً إلى اختلاف نسخها ، إلاّ أنّه غير مستلزم لحملها على التقية في هذا الحكم أيضاً ، حيث إنّها مشتملة على حكمين ولا مناص من حملها في أحدهما على التقيّة ، وأمّا في الآخر فلا موجب لرفع اليد عنه بوجه.
__________________
(١) الوسائل ٢ : ٣٨٣ / أبواب النّفاس ب ٣ ح ٤ ، ٣٩٥ / ب ٧ ح ١.
(٢) التهذيب ( المشيخة ) ١٠ : ٥٥.
(٣) الوافي ٦ : ٤٨١ / ب حدّ النفاس ح ١٣.
(٤) والطريق الآخر أخبرني جماعة عن أبي محمّد هارون بن موسى عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، التهذيب ١ : ١٧٦ / ٥٠٥ ، وأمّا الطريق المذكور في الفهرست [ ٩٢ / ٣٨١ ] والمشيخة [ ١٠ / ٥٥ ] ، فإنّه ضعيف بابن الزُّبير ، وأمّا أحمد بن عبدون فإنّه ثقة على الأظهر لأنّه من مشايخ النجاشي قدسسره ، هذا مضافاً إلى ما تقدّم مراراً من تصحيح طريق الشيخ إلى ابن فضال من جهة طريق النجاشي إليه.
(٥) الوسائل ٢ : ٣٨٧ / أبواب النّفاس ب ٣ ح ١٥.