الكمالات الأنسيّة والصفات القدسيّة ، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن عليّ بن سليمان الحائري الأنصاري أنار اللّه تعالى برهانه يقول : سمعت الشيخ الصالح التقي المتورّع الشيخ الحاج عليّا المكّي ، قال : إنّي ابتليت بضيق وشدّة ومناقضة خصوم ، حتّى خفت على نفسي القتل والهلاك ، فوجدت الدعاء المسطور بعد في جيبي من غير أن يعطينيه أحد ، فتعجّبت من ذلك ، وكنت متحيّراً فرأيت في المنام أنّ قائلاً في زيّ الصلحاء والزهّاد ، يقول لي : إنّا أعطيناك الدعاء الفلاني ، فادع به تنج من الضيق والشدّة ، ولم يتبيّن لي مَنِ القائل؟ فزاد تعجّبي ، فرأيت مرّة اُخرى الحجّة المنتظر عليهالسلام فقال : «ادع بالدعاء الَّذي أعطيتكه ، وعلّم من أردت».
قال : وقد جرّبته مراراً عديدة ، فرأيت فرجاً قريباً ، وبعد مدّة ضاع منّي الدعاء برهة من الزمان ، وكنت متأسّفاً على فواته ، مستغفراً من سوء العمل ، فجاءني شخص وقال لي : إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلاني وما كان في بالي أن رحت إلى ذلك المكان ، فأخذت الدعاء ، وسجدت للّه شكراً ، وهو :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمَان الرَّحِيم ، ربّ أسألك مدداً روحانيّاً تقوّي به قوى الكلّية والجزئية ، حتّى أقهر عبادي نفسي كلّ نفس قاهرة ، فتنقبض لي إشارة رقائقها انقباضاً تسقط به قواها حتّى لا يبقى في الكون ذو روح إلّا ونار قهري قد أحرقت ظهوره ، يا شديد يا شديد ، يا ذا البطش الشديد ، يا قهار ، أسألك بما أودعته عزرائيل من أسمائك القهريّة ، فأنفعلت له النفوس بالقهر ، أن تودعني هذا السرّ في هذه السّاعة حتى اُليّن به كلّ صعب ، واُذلّل به كلّ منيع ، بقوّتك يا ذا القوّة المتين.
تقرأ ذلك سحراً ثلاثاً إن أمكن ، وفي الصبح ثلاثاً ، وفي المساء ثلاثاً ، فاذا اشتدّت الأمر على من يقرأه يقول بعد قراءته ثلاثين مرّة : يا رحمان يا رحيم ، يا ارحم الراحمين ، أسألك اللّطف بما جرت به المقادير (١).
__________________
١ ـ جنة المأوى للمحدّث النوري : في آخر ترجمة الإمام المهديّ عليهالسلام من بحار الأنوار : ج ٥٣ ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦ ، الحكاية الخامسة.