وكان هد في الآخر من هذا الكتاب هو تقديم معرفة عصرية عميقة لمحبّي أهل البيت عليهمالسلام حول آخر إمام من أئمتنا عليهم السلام ، ولنكون معاً ممّن ينتظره عليهالسلام بوعي ودراية ومعرفة تامة في غيبته الكبرى.
وقد أخبرنا الإمام الصّادق عليهالسلام عن غيبته عليهالسلام ، وأمرنا بانتظاره والصبر على طول غيبته ، وحينما سئل عليهالسلام عن عملنا في آخر الزمان أمرنا بقراءة هذا الدعاء ليثبّتنا اللّه تعالى على حبّه في غيبته :
«أللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيّك أللهمّ عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك أللهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني»(١).
وفي الحقيقة فهذه هي عقيدتنا أي التوحيد للّه عزّوجلّ ، ثمّ الإعتقاد والتصديق والمعرفة بالنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم وبالحجج الإلهيّة من آله ، وماذا بعد الحقّ إلّا الضلال.
وقد قسمت الكتاب إلى أربعة أبواب : الأوّل في بعض خصائصه وحياته الكريمة ، الثاني في الآيات النازلة أو المفسّرة أو المؤوّلة به ، والثالث : في أحاديث الرسول وعترته فيه عليهم أفضل الصّلاة والسّلام ، والرابع : في ذكر مجموعة من الآحاديث والحكايات.
وأختم المقدّمة هذه ببيت يروى عن الإمام الصّادق عليهالسلام كما في أمالي الصّدوق : المجلس : ٧٤ ح ٤ ـ :
لكلّ أناس دولة يرقبونها |
|
ودولتنا في آخر الدهر تظهر |
طهران ـ محمود شريعة زاده الخراساني
__________________
١ ـ الكافي للكليني : ج ١ ص ٣٣٧ ح٥.
كمال الدين للصدوق : ص ٣٤٢ ـ ٣٤٣ ح ٢٤ ، الغيبة للشيخ الطوسي : ص ٣٣٤ ح ٢٧٩ ، جمال الأسبوع : ص ٣١٤ بحارالأنوار : ج ٥٢ ص ١٤٦ ح ٧٠ ، حديث الابرار : ج ٢ ص ٥٨٨.