عندكم فيأبون ويقولون : واللّه لا نفعل ، فتقول الجريدة : واللّه لو أمرنا لقاتلناكم ، ثمّ ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه فيقول : انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان ، وهو قول اللّه : (فلمّا أحسّوا بأسنا) قال : يعني الكنوز الَّتي كنتم تكنزون ، (قالوا يا ويلنا) لا يبقى منهم مخبر».
وفي تفسير محمّد بن العبّاس كما في تأويل الآيات (١) ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام وقد سئل عن قوله : (فلمّا أحسّوا بأسنا إذا هم منها يركضون) قال : «ذلك عند قيام القائم عجّل اللّه فرجه».
ونحوه في الكتاب المذكور (٢) أيضاً ، ودلائل الإمامة (٣) كلاهما عن الإمام الصادق عليهالسلام.
٢ ـ (وَجَعلنَاهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمرِنَا وَأَوحَينَا إِلَيهِم فِعلَ الخَيرَاتِ وإِقَامَ الصَّلاتِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (٤)
في كفاية الأثر (٥) عن زيد الشهيد قال : كنت عند أبي عليّ بن الحسين عليهماالسلام إذا دخل عليه جابر بن عبداللّه الأنصاري ، فبينما هو يحدّثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر ، فأشخص جابر ببصره نحوه ثمّ قام إليه فقال : يا غلام أقبل ، فأقبل ... فقال شمائل كشمائل رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ما اسمك يا غلام ، قال : محمد .. قال : أنت إذاً الباقر .. فانكبّ عليه وقبّل رأسه ويديه ثمّ قال : .. إنّ الَّذي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، ثمّ تلا رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : (جعلناهم .. عابدين).
_________________
١ ـ تأويل الآيات : ١ / ٣٢٦ ، ح ٦.
٢ ـ تأويل الآيات : ١ / ٣٢٦ ح ٧.
٣ ـ دلائل الإمامة : ص ٢٥٠.
٤ ـ (٧٣ / الأنبياء / ٢١).
٥ ـ كفابة الأثر : ص ٢٩٧.