التّخيير في معنى طرح أخبار التّخيير رأسا هذا. مضافا إلى ورود جملة منها في مورد جريان الأصل مثل المكاتبتين (١) المرويّتين في « الكتاب » (٢) هذا كلّه. مضافا إلى أنّ الدّليل القاضي بالتّخيير في المقام الّذي يرجع إلى التّخيير في المسألة الأصوليّة يقتضي حجّيّة الخبر المخالف للأصل ، فكيف يزاحمه الأصل؟
وأمّا توهّم : اقتضاء الأصل التّرجيح بموافقة الأصل من حيث كون الموافق له متيقّن الحجّيّة ، ففاسد جدّا من حيث ذهاب غير واحد إلى تقديم المخالف للأصل. ألا ترى إلى عنوانهم لمسألة المقرّر والنّاقل والاختلاف فيها؟ فتأمّل هذا. مضافا إلى ما عرفت من استلزام التّرجيح به لطرح أخبار التّخيير مع ورود جملة منها في مورد جريان الأصل.
وممّا ذكرنا يظهر : ضعف ما حكاه شيخنا العلاّمة قدسسره في « الكتاب » عن بعض معاصريه (٣) في تقريب التّرجيح بالأصل سيّما ما حكم به أخيرا من تساقط المتعارضين والرّجوع إلى الأصل المنافي للتّرجيح به.
__________________
(١) مكاتبة عبد الله بن محمّد : التهذيب ج ٣ / ٢٢٨ باب « العمل في ليلة الجمعة ويومها » ـ ح ٩٢ ، عنه الوسائل : ج ٢٧ / ١٢٢ ـ باب « وجوه الجمع بين الأحاديث المختلفة » ـ ح ٤٤.
(٢) فرائد الأصول : ج ٤ / ١٥٢.
(٣) السيّد المجاهد في المفاتيح : ٧٠٨.