صاحب الفضلين ، مجمع المناقب والكمالات الفاخرة ، جامع علوم الدنيا والآخرة.
وقال شمس الدين أبو الخير الجزري الشافعي في وصفه : شيخ الشيعة والمجتهد في مذهبهم ، وهو إمام في الفقه والنحو والقراءة ، صحبني مدة مديدة ، فلم اسمع منه ما يخالف السنّة.
وقال عنه نور الدين الكركي (١) : شيخنا الإمام ، شيخ الإسلام ، علاّمة المتقدمين ، ورئيس المتأخرين ، حلاّل المشكلات ، وكشّاف المعضلات ، صاحب التحقيقات الفائقة ، والتدقيقات الرائقة ، حبر العلماء ، وعلم الفقهاء.
وكان الشهيد يقيم مددا غير قصيرة في دمشق ، فاتسعت شهرته ، وعظمت مكانته في النفوس ، فالتفوا حوله ، وأخذوا عنه وتفقّهوا به ، وحضر مجدلسه العلماء من مختلف المذاهب ، وسعى في نشر التشيّع في جو من التآلف ، ونبذ الخلافات ، وجدّ في التحريض والردّ على أهل البدع ( أمثال محمد اليالوش وأتباعه ).
وكانت له علاقات وثيقة ومراسلات مع ملك خراسان علي (٢) بن المؤيد ،
__________________
(١) هو أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي العاملي. الملقّب بالمحقّق الثاني ( ٨٧٨ ـ ٩٤٠ ه ) : من كبار مجتهدي الإمامية ، ارتحل إلى مصر والعراق ثم أقام بإيران ، وتقدّم عند الشاه ( طهماسب ) ، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى.
(٢) من ملوك السربدارية الشيعة الذي حكموا خراسان بعد وفاة محمد خدابنده ، وكان علي بن المؤيد آخر من حكم منهم ، ولي سنة ( ٧٦٦ ه ) ، واهتم بنشر التشيع وبالشؤون الفكرية