يرجع تاريخها إلى أيام إقامته في العراق. وفي السنوات الأخيرة من عمر الشهيد كتب إليه الملك المذكور رسالة التمس فيها منه التوجه إلى بلاده ليكون مرجعا للخراسانيين ، فأبى واعتذر له ، ثم صنّف له في مدة سبعة أيام كتاب « اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية » وبعث بها إليه.
وثقل أمر الشهيد على خصومه ( من المتعصّبين والمبتدعين والنفعيّين ) فتقرّر حبسه في قلعة دمشق ، فلبث فيها سنة كاملة ، ثم عمل محضر نسبت فيه إليه أقاويل منكرة ، ورفع إلى القاضي برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم ابن جماعة ـ وكان ممن يضمر العداوة له ـ فأنفذه إلى القاضي المالكي ، فعقد مجلسا حضره القضاة وغيرهم ، وأنكر الشهيد التهم الموجهة إليه ، لكن القاضي أفتى بإباحة دمه.
وقد تفقّه بالشهيد وروى عنه جماعة ، منهم : أولاده جمال الدين أبو منصور الحسن ، وضياء الدين أبو القاسم علي ، ورضي الدين أبو طالب محمد ، وابنته الفقيهة أم الحسن فاطمة المعروفة بست المشائخ ، وزوجته الفقيهة أم علي ، والسيد بدر الدين الحسن بن أيوب الشهير بابن الأعرج الأطراوي العاملي ، وعبد الرحمن العتائقي ، وأبو عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي ، وأبو جعفر محمد بن تاج الدين عبد العلي بن نجدة الكركي ، وشمس الدين محمد بن علي بن موسى ابن الضحاك الشامي ، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن زهرة الحسيني الحلبي ، وعز الدين الحسن بن سليمان بن محمد الحلّي ، وزين الدين أبو الحسن
__________________
والعمرانية ، وتوفي سنة ( ٧٩٥ ه ). انظر « الروضة البهية » المقدمة ، بقلم الشيخ محمد مهدي الآصفي.