وقالوا : إنّه روى عن جعفر بن الحسام ، وأحمد بن الحاج علي العينائيّين العامليّين.
أقول : لا تصحّ روايته عن الأوّل ، وفي روايته عن الثاني محلّ نظر ، وذلك لتأخّر طبقته عن طبقتهما ، فابن المؤذن الجزّيني ( وهو استاذ المترجم ) يروي عن ابن الحاج علي ، وهذا يروي عن ابن الحسام ، فكيف يروي المترجم عنهما؟
وسافر المحقق إلى مصر ، وأخذ بها فقه وحديث مذاهب أهل السنّة ، وحضر على كبار علمائهم وحصل منهم على إجازات ، ومن هؤلاء : أبو يحيى زكريا (١) ابن محمد بن أحمد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن الأبانة الأنصاري وقد قرأ عليه في سنة ( ٩٠٥ ه ).
وسمع على علاء الدين علي بن يوسف بن أحمد بصروي ( المتوفّى ٩٠٥ ه ) بدمشق معظم مسند الشافعي ، وصحيح مسلم إلاّ مواضع.
وقصد العراق في نحو سنة ( ٩٠٩ ه ) ، وأقام بالنجف الأشرف يفيد ويستفيد.
وارتحل إلى إيران ، واتصل بالسلطان إسماعيل الصفوي ، ودخل معه هراة في سنة ( ٩١٦ ه ) فأكرمه السلطان وعرف قدره ، وعيّن له وظائف كثيرة بالعراق ، فأقام بالنجف ، ودرّس بها وصنّف.
ثم توجه إلى أصفهان وقزوين في عهد السلطان طهماسب بن إسماعيل الصفوي ( الذي ولي سنة ٩٣٠ ه ) ، فعظّمه السلطان غاية التعظيم ، وعيّنه حاكما في الأمور الشرعية لجميع بلاد إيران ، فشمّر المحقق عن ساعد الجدّ ، وأحسن التدبير
__________________
(١) المتوفّى ( ٩٢٦ ه ).