في القيام بوظائف المرجعية الدينية ، فأسّس المدارس ، وأفاض العلم ، وأفتى كثيرا ، ونشر الفكر الإمامي ، وأحيا شعائر الإسلام ، وعيّن وكلاء له لإقامتها في المدن والقرى ، ووضع الأسس الشرعية الدستورية للدولة الصفوية ، وأصبح صاحب الكلمة المسموعة في إيران.
قال الشهيد الثاني في حقّ المترجم : الشيخ الإمام المحقّق المنقّح ، نادرة الزمان.
وقال السيد مصطفى التفريشي : شيخ الطائفة ، وعلاّمة وقته ، وصاحب التحقيق والتدقيق ، كثير العلم نقيّ الكلام ، جيّد التصانيف ، من أجلاّء هذه الطائفة.
وقد دأب المحقق على التدريس في حلّه وترحاله ، فأخذ عنه ، وتفقّه به وروى عنه سماعا وإجازة طائفة من العلماء ، منهم : كمال الدين درويش محمد بن حسن العاملي النّطنزي ، وأحمد بن محمد بن أبي جامع ، وعلي بن عبد العالي الميسي وولده إبراهيم الميسي ، وزين الدين الفقعاني ، ونور الدين علي بن عبد الصمد العاملي ، والأمير نعمة الله الحلّي ، والحسن بن غياث الدين عبد الحميد الأسترابادي ، وبرهان الدين إبراهيم بن علي الخانيساري الأصفهاني ، وشمس الدين محمد المهدي بن السيد كمال الدين محسن الرضوي المشهدي (١) ، والقاضي صفي الدين عيسى ، وبابا شيخ علي بن حبيب الله بن سلطان محمد
__________________
(١) حكي عن الشيخ محمد حسن النجفي صاحب « جواهر الكلام » أنّه قال : إنّ الفقيه إذا كان بين يديه « جامع المقاصد » و « وسائل الشيعة » و « الجواهر » استغنى عن أي مصدر آخر ، وكان بإمكانه استنباط الحكم الفقهي اعتمادا على هذه المصادر الثلاثة. لاحظ مستدرك الوسائل : ٣ / ٤٣١ ( الفائدة الثالثة ).