وانتقل به أبوه إلى إيران بعد استشهاد زين الدين العاملي ( سنة ٩٦٦ ه ) فأقام معه في قزوين ، وتلمّذ عليه في علوم العربية والفقه والأصول والحديث والتفسير إلى أن غادرها أبوه إلى هراة ، فواصل هو دراسته فيها.
وقد أخذ عن : عبد العالي بن علي بن عبد العالي الكركي ، وعبد الله بن الحسين اليزدي ، وعلي بن المذهّب في الرياضيات ، وعماد الدين محمود بن مسعود الشيرازي في الطب ، والقاضي أفضل القايني ، وأحمد الكجائي الكهدمي.
ومهر في العلوم الشرعية ، وبرع في الرياضيات والهندسة والفلك ، وصنّف بعض الكتب في عنفوان شبابه ، ونظم الشعر.
وتقلّد منصب شيخ الإسلام بأصفهان بعد وفاة والد زوجته علي (١) بن هلال الكركي ( سنة ٩٨٤ ه ) واشتهر ، وذاع صيته.
ثم استعفى عنه ، فقصد حجّ بيت الله الحرام وزيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام بالمدينة ، ثم رحل رحلة واسعة استغرقت شطرا من عمره ، زار خلالها بغداد والكاظمية والنجف وكربلاء وسامراء ، ودخل مصر مستخفيا واجتمع مدّة إقامته بها مع محمد بن محمد بن أبي الحسن علي البكري الشافعي ( المتوفّى ١٠٠٧ ه ) فعرف قدر المترجم.
ثم ارتحل إلى القدس ولزم فناء المسجد الأقصى ، فألقي في روع رضي الدين يوسف بن أبي اللطف المقدسي الحنفي أنّه من كبار العلماء ، فتقرّب إليه ،
__________________
(١) أنظر ترجمته فى الجزء العاشر من موسوعة طبقات الفقهاء تحت الرقم ٣١٨١.