ولد في قرية ( كسنو ) من قرى يزد حدود سنة ١٢٤٧ ه ، قرأ مقدماته في يزد ثم مضى إلى أصفهان وحضر على أبحاث علمائها نحو الشيخ محمد باقر نجل صاحب ( هداية المسترشدين ) والشيخ محمد جعفر الآبادي وغيرهما ، ثم رغب في تحصيل الاجتهاد فعزم على المهاجرة إلى بلد الفقاهة والعلم النجف الأشرف وكانت هجرته إليها في السنة التي توفي فيها الشيخ المرتضى الأنصاري سنة ١٢٨١ ه ، ونال المترجم له رئاسة واسعة النطاق خصوصا في أيامه الأخيرة ، بل أصبح الفقيه الأعظم والزعيم المطلق الذي لا يدانيه أحد ، وكان بحرا متلاطما علما وتحقيقا ومتانة ، مستحضرا للفروع الفقهية ومتون الأخبار ، وحضرت بحثه أوائل أمره لأجل الاختبار أياما قلائل ، ولما حدث بينه وبين بعض مقدّمي العصر (١) من علماء إيران الشيء الكثير ابتعدت عن الجانبين جميعا إلاّ في الموارد الضرورية وكنت أنظر إليهم وإلى صنع أصحابهم وحواريهم من مرتفع وكنت أنكر عليهم مما يفعله حواشيهم وبعض المقربين عندهم من حوادث المشروطة والمستبدة (٢) فانا لله وإنا إليه راجعون.
__________________
(١) أقول : يريد الآخوند محمد كاظم الخراساني والشيخ عبد الله المازندراني ونظراءهما. ( الموسوي )
(٢) كان ذلك في سنة ١٣٢٤ ه وحدثت زوابع سياسية عظيمة منها الصراع بين المشروطة والمستبدة على قلب الحكم القائم في إيران إلى حكم دستوري ، وما استتبعها من الحوادث في العراق وإيران وولايات آل عثمان بل والأقطار الاسلامية جمعاء من جراء سياسة الانجليز وطمعهم في البلاد الاسلامية والعربية لثرواتها ، وقام المأجورون بسجن وقتل جملة من العلماء والسادات والأعيان والأمراء والخطباء ، وحدث أيضا حرب بين أهل النجف