جعلهم شرعا سواء في الماء والكلإ (١).
وأجاب قاضي القضاة (٢) وغيره بأنه حماه لإبل الصدقة ، وقد روى عنه هذا الكلام بعينه ، وأنه قال : إنما فعلت ذلك لإبل الصدقة ، وقد أطلقته الآن ، وأنا أستغفر الله.
ورد عليهم السيد رضياللهعنه (٣) بأن المروي بخلاف ما ذكر (٤) ، لأن الواقدي روى بإسناده ، قال : كان عثمان يحمي الربذة (٥) والسرف (٦) والنقيع (٧) فكان لا يدخل الحمى بعير له ولا فرس ولا لبني أمية ، حتى كان آخر الزمان ،
__________________
جاهلية لحقتها بدعة أموية يأكل بها القوي الضعيف ، واكتسحها الإسلام وأبطلها بقول صاحب الرسالة سلام الله عليه وآله : لا حمى إلا لله ولرسوله ، كما في صحيح البخاري ٣ ـ ١١٣ ، الأم للشافعي ٣ ـ ٢٠٧ ، وغيرهما.
(١) كما في الأنساب للبلاذري ٥ ـ ٣٧ ، والسيرة الحلبية ٢ ـ ٨٧ ، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ ـ ٦٧ ، وغيرها.
(٢) المغني : ٢٠ ـ القسم الثاني ـ : ٥٢.
(٣) في الشافي ٤ ـ ٢٧٨ ، بتصرف.
(٤) في المصدر : ذكره.
(٥) قال في مراصد الاطلاع ٢ ـ ٦٠١ : الربذة ـ بفتح أوله وثانيه وذال معجمة مفتوحة ـ من قرى المدينة على ثلاثة أميال .. إلى آخره ، وانظر : معجم البلدان ٣ ـ ٢٤ ـ ٢٥ ، وفيه : وبهذا الموضع قبر أبي ذر الغفاري رضياللهعنه ، واسمه جندب بن جنادة ، وكان قد خرج إليها مغاضبا لعثمان بن عفان.
(٦) السرف ـ بالفتح ثم الكسر وآخره فاء ـ : موضع على ستة أميال من مكة ، كما صرح بذلك في مراصد الاطلاع ٢ ـ ٧٠٨ ، وانظر ما ذكره في معجم البلدان ٣ ـ ٢١٢. وفي الغدير ٨ ـ ٢٣٦ والمصدر والموطإ وغيرها : الشرف ـ بالمعجمة وفتح الراء ـ وهي كبد نجد ، وعند البخاري بالسين ، والأول أظهر ، لاحظ أيضا : معجم البلدان ٣ ـ ١٢ ، ومراصد الاطلاع ٢ ـ ٧٩١.
(٧) النقيع ـ بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وعين مهملة ـ قاله في المراصد ٣ ـ ١٣٧٨. ثم قال : وقيل :النقيع : موضع قرب المدينة حماه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لخيله وهو غير نقيع الخضمات ، ولاحظ : معجم البلدان ٥ ـ ٣٠١ ـ ٣٠٢. أما البقيع : فلم يأت بدون إضافة ، إذ هو لغة بمعنى الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى ، وبه سمي بقيع الغرقد الذي هو مقبرة أهل المدينة. لاحظ : معجم البلدان ١ ـ ٤٧٣ ، ومراصد الاطلاع ١ ـ ٢١٣ وغيرهما.