اللهم أعذه من كل باغ وطاغ ومن شر جميع خلقك واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء واحفظ فيه رسولك وآل رسولك وأظهر به العدل وأيده بالنصر وانصر ناصريه واخذل خاذليه واقصم به جبابرة الكفر واقتل به الكفار والمنافقين وجميع الملحدين حيث كانوا في مشارق الأرض ومغاربها برها وبحرها واملأ به الأرض عدلا وأظهر به دين نبيك واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته وأرني في آل محمد ما يأملون وفي عدوهم ما يحذرون إله الحق آمين يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين.
ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه ونور ضريحه (١) ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز ، نسخته : ـ
__________________
(١) قال الشيخ أبو جعفر الطوسي في رجاله ص ٦١٤ : « محمد بن محمد بن النعمان جليل ثقة وقال في الفهرست ص ١٨٦ :
محمد بن محمد بن النعمان المفيد يكنى : ( أبا عبد الله ) المعروف بابن المعلم من جملة متكملي الإمامية ، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته ، وكان مقدما في العلم وصناعة الكلام ، وكان فقيها متقدما فيه ، حسن الخاطر دقيق الفطنة ، حاضر الجواب ، وله قريب مع مائتي مصنف كبار وصغار ، وفهرست كتبه معروف ، ولد سنة (٣٣٨) ه ، وتوفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة (٤١٣) ه وكان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق .. ثم قال سمعنا منه هذه الكتب كلها ، بعضها قراءة عليه وبعضها يقرأ عليه غير مرة وهو يسمع .. ».
وقال النجاشي ص ٣١١ من رجاله : « شيخنا واستاذنا رضياللهعنه ، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة له كتب ـ ثم عد له (١٧٤) كتابا ورسالة ثم قال : ـ مات رحمهالله ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة (٤١٣) وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة (٣٣٦) وصلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان وضاق على الناس مع كبره ودفن في داره سنين ، ونقل الى مقابر قريش بالقرب من السيد ابي جعفر عليهالسلام ، ؛ وقيل : مولده سنة (٣٣٨) ».
وقال العلامة الحلي « رحمهالله في القسم الأول من الخلاصة ص (١٤٧) « محمد بن محمد بن النعمان يكنى ( أبا عبد الله ) يلقب ( بالمفيد ) وله حكاية في سبب تسميته ( بالمفيد ) ذكرناها في كتابنا الكبير ، أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية ، أوثق أهل زمانه وأعلمهم ، انتهت رئاسة الإمامية إليه في وقته وكان حسن الخاطر ، دقيق الفطنة ، حاضر الجواب له قريب من مائتي مصنف كبار وصغار ، ... إلى أن قال : ثم نقل الى مقابر قريش بالقرب من السيد الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام عند الرجلين الى جانب قبر شيخه الصدوق أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ».
وقال الشيخ عباس القمي « رحمهالله » في الجزء الثالث من الكنى والألقاب ص ١٦٤ : « أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ابن عبد السلام البغدادي شيخ المشايخ الجلة ، ورئيس الملة ، فخر الشيعة ، ومحيي الشريعة ، ملهم الحق ودليله ومنار الدين وسبيله ، اجتمعت فيه خلال الفضل ، وانتهت إليه رئاسة الكل واتفق الجميع على علمه وفضله ، وفقهه وعدالته ، وثقته وجلالته.
كان رحمهالله كثير المحاسن ، جم المناقب ، حديد الخاطر ، حاضر الجواب ، واسع الرواية ، خبير بالأخبار والرجال والأشعار.
وكان أوثق أهل زمانه بالحديث واعرفهم بالفقه والكلام ، وكل من تأخر عنه استفاد منه.
وقال علماء العامة في حقه : « هو شيخ مشايخ الإمامية رئيس الكلام والفقه والجدل وكان يناظر أهل كل عقيدة ، وكان كثير الصدقات ، عظيم الخشوع ، كثير الصلاة والصوم ، خشن اللباس ، وكان شيخا ، ربعة نحيفا ، أسمر عاش ستا وسبعين سنة وله أكثر من مائتي مصنف ، كانت جنازته مشهورة شيعه ثمانون الفا من الرافضة والشيعة ، واراح الله منه أهل السنة ، ـ