أخرج ابن سعد في الطبقات (١) ، وابن عساكر في تاريخه (٢) ، وابن الأثير في تاريخه (٣) ، والمتقي في كنز العمال (٤) أنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : « أنفذوا بعث أسامة أو جهزوا جيش أسامة ، وبتروا صيغة اللعن ». إلاّ انّ الشهرستاني في الملل والنحل (٥) ذكر لعن من تخلف عن جيش أسامة.
إلى غير ذلك من مواطن لعن فيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أناساً وأصنافاً يعسر حصرها.
وفيما ذكرناه كفاية لإثبات شرعية اللعن لمن يستحق اللعن ومنهم معاوية وأشياعه.
كما عرفنا أنّ لعن الإمام لمعاوية وبقية الذين لعنهم معه كان له ذلك بحق شرعي ، لأنّهم أعداء لله ولرسوله ولأمير المؤمنين ، وكانوا من الظالمين. وقد ورد عنه (عليه السلام) لعنهم بصيغ مختلفة ، وأحسب إنّما ذلك لاختلاف مواردها.
فمنها : أخرج ابن أبي شيبة في المصنف بسنده عن عبد الرحمن بن معقل قال : « صليت مع عليّ صلاة الغداة ، قال : فقنت فقال في قنوته : اللّهمّ عليك بمعاوية وأشياعه ، وعمرو بن العاص وأشياعه ، وأبا الأعور السلمي وأشياعه ، وعبد الله بن قيس وأشياعه » (٦).
____________
(١) الطبقات ٢ق٢ / ٤١.
(٢) تاريخ مدينة دمشق ٢ / ٣٩١.
(٣) الكامل في التاريخ ٢ / ١٢٩.
(٤) كنز العمال ٥ / ٣١٢.
(٥) الملل والنحل ١ / ٢٣ ط الثانية سنة ١٣٩٥ هـ.
(٦) المصنف لابن أبي شيبة ٢ / ١٠٨ ط مكتبة الرشد الرياض سنة ١٤٠٩.